لا فرار

لا فرار من الهروب ليل … نهار
لا فرار من التعامل مع هذه الحفنة من البشر لا فرار
لا فرار من سماع صوت تكتكة ساعة حائطنا حتى الصباح
ومن مواجهة هذا الواقع المذل حتى انسحاق عظامك
من ان تصبح – حتى ولو للحظة – نفسك دون ان تفقد كينونتك وعنوانك وعفويتك وبرائتك … واعصابك
لا فرار من ان تدير راسك بعيداً عن صلبك المستمر
لا فرار من ان تقر الواقع الذى حولك
لا فرار من النزيف الداخلى والانهيار الداخلى والقئ الداخلى
لا فرار من التصنع ان خدك الايمن والايسر
ووجهة نظرك وكرامتك وشرفك تماماً مثل الممسحة التى تضعها امام اباب بيتك ليمسح بها الغرباء طين احذيتهم واخلاقهم .
لا فرار من ان تصادق طبيبا نفسياً لتجد يوماً راحة
من ان تدفع ثمن بوحدك والسماع اليك
لا فرار من الاختلاس حتى تجد يوم انكسارك قوت اطفالك
لا فرار من ان تصبح عادياً .. سلبياً .. مقيما حتى تستطيع ان تعيش يوما اخرا دون حرب وقتال
لا فرار العدو امامك وخلفك وعلى جانبيك
والامر .. فى داخلك
لا فرار من التنازل البسيط عن حقك المشروع وحلمك المشروع
وصدقك الممنوع
لا فرار من الانشطار نصفين
نصفا يواجه الصقيع القادم من كل شئ حولك
ونصفاً يحفظك نهاية يومك .. مختلفا
لا فرار من البكاء كل يوم وقبول التعازى كل يوم
والترحم كل يوم على هذا الذى سوف يموت منك كل يوم
لا فرار من التعود على هذا الشخص الجديد الذى صرته
ومن نسيان هذا الذى كنته
لا فرار من الاستباحة
ومن هتك العرض
ومن القهر …. ومن السقم ….. ومن الغباء
ومن الكفر ….. ومن الانتظار …..
لا فرار من الفرار من هذه البقعة المضيئة داخلنا
من هذا النور الذى يقودنا حتماً لجنوننا
من هذا الحب .. من هذا الحب
لا فرار من هذه الشعلة التى نحملها وقبل ان تقودنا .. تحرقنا
من هذه الرؤية التى نراها كل يوم فى منامنا .. فتوقظنا .
لا فرار من هذا الاحساس الدائم بالاختلاف .. وبالتغرب
وبالوحدة .. وبالشجن .. وبالسهر
لا فرار من هذا الاحساس الدائم بالنقص الذى يلهب ظهورنا
لنصير افضل وأعلى واقوى حتى فى اعين الاخرين .
لا فرار من الاعتراف والمحاسبة والتطوير
لا فرار الكل صامت الكل ماءت
الكل محتار
لا فرار من الاكتئاب والتقوقع والانهيار
لا فرار من النوم
النوم راحة للى زينا